استعادة النطق الطبيعي للأشخاص المصابين بالشلل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
يُعَدّ التواصل الشفهي وسيلةً أساسيةً للتفاعل البشري، حيث يحدث بشكل فوري دون تأخير. ومع ذلك، فإن أي تأخير في النطق قد يعيق تدفق المحادثة بسلاسة، مما يجعل من الصعب على الأفراد المصابين بالشلل المشاركة في الحوارات الهادفة. يمكن أن يؤدي هذا إلى الشعور بالعزلة والإحباط، مما يؤثر سلبًا على جودة حياتهم.
ابتكار ثوري لاستعادة النطق الطبيعي
في دراسة حديثة، تم استخدام تسجيلات عالية الكثافة لنشاط قشرة الدماغ الحسية الحركية المسؤولة عن الكلام، لدى مريض مصاب بشلل حاد وفقدان كامل للقدرة على النطق (Anarthria). من خلال هذه التقنية، تمكّن الباحثون من تشغيل نظام متقدم لتوليد الكلام الطبيعي بشكل مستمر.
الذكاء الاصطناعي والقدرة على النطق الفوري
تم تطوير نماذج تعتمد على شبكات التعلم العميق من نوع RNN Transducer، والتي مكنت من تحويل الإشارات العصبية إلى كلام مفهوم بطلاقة في الوقت الفعلي. تم تصميم هذه النماذج بحيث تتكيف مع صوت المريض قبل الإصابة، مما يضمن تجربة تواصل طبيعية وسلسة.
أثبتت الاختبارات أن النظام قادر على:
-
تحليل الإشارات العصبية في فواصل زمنية قصيرة لا تتجاوز 80 مللي ثانية.
-
اكتشاف محاولات النطق تلقائيًا دون الحاجة إلى تشغيل يدوي.
-
العمل بشكل غير متقطع لفترات طويلة، مما يزيد من سرعة التواصل.
تطبيقات مستقبلية واعدة
لم تقتصر التقنية على تسجيلات الدماغ عالية الدقة فحسب، بل أثبتت فعاليتها أيضًا في واجهات أخرى، مثل تسجيلات الوحدات العصبية المفردة وتخطيط العضلات الكهربائي (EMG). وهذا يفتح الباب أمام تطوير واجهات عصبية صوتية قادرة على إعادة القدرة على الكلام للأشخاص الذين فقدوها بسبب الشلل أو إصابات الدماغ.
نحو مستقبل أكثر شمولية
تمثل هذه الدراسة خطوةً مهمةً نحو تطوير أطراف صناعية عصبية للنطق، مما يمكن الأفراد المصابين بالشلل من استعادة القدرة على التواصل بطريقة طبيعية وسلسة. مع استمرار الأبحاث في هذا المجال، من المتوقع أن يصبح النطق العصبي الاصطناعي وسيلة معتمدة لمساعدة ملايين الأشخاص حول العالم.
المصدر: https://www.nature.com/articles/d41586-025-01001-6
0 تعليقات